كل منا يتذكر أنه ردد في صغره أناشيد حماسية تتغنى بحب الوطن , وكل طبعا يتذكر حفلات الأعياد الوطنية في المدارس حيث يتزين التلاميذ بأجمل الحلي و الملابس و يتدربون قبلها بأسابيع على الأناشيد و الأغاني التي تؤدى في هذه المناسبات فوق خشبة مسرح المدرسة الصغير أمام المعلمين و أولياء الأمور .
كنا صغارا ولم يكن أحدا فينا يدرك المعنى الجمالي لتلك الكلمات , كنا نرددها بحماس مثالي وكبرنا لنجد بعضا من تلك الأغاني غاب عن ذاكرتنا تماما , أناشيد و أغان أخرى لها قيمتها الإبداعية و الجمالية ظلت راسخة في الذهن كلما سمعناها أحسننا بإحساس مرهف يداهمنا .. حتى وإن كنا نسترق لحظات من الإنشغالات , تدكرنا بمغربنا الحبيب و نحس بداخلنا بشعور جميل نكشف فجأة أننا نحب بلدنا و نعتز بالإنتماء إليه .
منظر عجيب يطالعك و أنت حاضر وسط جمهور في حفل أو سهرة حين يبدأ المغني أو المنشد وصلته بأداء * العيون عينيا * تجد كل من المكان يهتزون في جو حماسي ويرددون بصوت واحد * الساقية الحمرا ليا و الواد وادي آسيدي الواد واد * وتجدهم مرة أخرى يقفون وقفة رجل واحد ويرددون بحماسة * فرحي يا أرض بلادي أرضك صـــبحات حرة . الله الله ...* حينها تعود بك الذاكرة مرة أخرى إلى زمن المدرسة وحفلاتها الوطنية . فالأغنية الوطنية هي التي تعيد شحن الهمم لحب الوطن و الإعتزاز بالإنتماء إليه , أما تلك الأغنية التي تقف عاجزة عن تحريك هذا الشعور بذاخلك فهي لا تعدو أن تكون مجرد – تسمسيرة – يراد منها مصلحة من هنا أو هناك . فتحية من القلب لكل مبدع صادق حببنا في الوطن .