الطفل صفحة بيضاء يمكن ان ننقش عليها ما نريد وعلى الرغم من ذلك نسمع ونشاهد ونقرأ عن بعض انحرافات الابناء داخل المجتمع ناتجة من اساليب تربوية خاطئة بعضها صادر عن نوايا طيبة ضلت الطريق بسبب الجهل وبعضها صادر عن ممارسات تسلطية، في هذه الصفحة نعرض بعض المشاكل التي تواجه المربين في محاولة سريعة وبسيطة.
السيد عبد السلام ( 45 عاما ) يقول : يتهمني ابني بأنني ووالدته لا نفهمه، واننا من اصحاب الجيل السابق والافكار القديمة، لذلك يحاول معارضتنا بطرق كثيرة.. ماذا نفعل؟
الحل:
لا احد يجتاز مرحلة المراهقة من دون بعض الشعور بعدم تقبل الآخرين له، والاهتمام الذي نوليه لمراهقينا في المنزل سوف يساعدهم على ان تكون لديهم القدرة لمواجهة عدم التقبل خارج المنزل. فالكثير منهم لا يزالون ينمون احساسهم بانفسهم، ومجرد التلميح لهم بالرفض احيانا، قد يؤدي إلى مشاعر حادة تجعل المراهق يتهم والديه بعدم فهمه أو ان افكارهما بالية لا تنفع.
ولكن كلما إستطعنا ان نتقبل السمات الشخصية الإساسية في مراهقينا ونقدرها، ازداد شعورهم بالراحة معنا، وازدادت رغبتهم في قضاء الوقت في المنزل. واذا كانت الإقتراحات التي نقدمها لمراهقينا تستلزم منهم تغيير أسلوب أساسي في شخصيتهم، فمن الطبيعي أن يشعروا كأننا ننتقدهم أو لا نفهمهم. ولأن احساسهم بذاتهم لا يزال هشا جدا ولا ينضج بعد، فقد يكونون حساسين بطريقة خاصة لاي تلميح ينم عن نقد الآباء لهم.فكن مستعدا جيدا لهم، لأننا كآباء إذا تحدثنا أكثر مما إستمعنا فلا توجد فائدة من الادعاء باننا نتواصل معهم، في حين أننا في الحقيقة نلومهم ونعظهم. لكن علينا التحاور معهم ومساعدتهم لتنمية قدراتهم.
وعلينا ايضا اشراكهم في قيمنا فأبناؤنا يتعلمون من خلال سلوكنا القيم والاخلاق لا من خلال ما نقوله لهم، كذلك يجب ان تقدم لإبنك المراهق البديل السهل اذا رأيته متمسكا برأيه، حتى تصل به الى بر الأمان.
أخيرا: نحن بحاجة الى أن نبقى على تواصل مع أبنائنا فإن لم نقبلهم كما هم، فإننا نجازف بفقدانهم وللأبـــد .