السعادة هي حالة عاطفية نشعر بها تنبع من داخلنا كنتيجة للرضا والاستمتاع وانشراح الصدر وراحة الضمير. وتحتل السعادة من الأهمية بمكان أن قد يستهلك الإنسان صحته وماله وحياته بحثا عنها. فكيف وصل إليها من وصل وهل حقا يجدها الناس تنتظرهم حين يحققون أحلامهم في الحياة؟
يسلك الناس طرقا مختلفة للوصول إلى السعادة، فكونهم ليسوا على نفس الطريق لا يعني أنهم ضلوا الطريق، لأن السعادة ليست مكانا نصل إليه، إنها الرحلة نفسها.
إذا أعدنا النظر في قائمة أهدافنا في هذه الحياة، ، سنجدها تتحول إلى وسائل بمجرد أن ندرك أن هدفنا الحقيقي هو الحصول على السعادة في النهاية بطريقة أو بأخرى. ولكن سرعان ما نجد أن هذه الوسائل تستمر في الاصطدام بمحن ومشاكل الحياة المختلفة في كل مرة.
نحن نقنع أنفسنا بأن حياتنا ستصبح أفضل بعد التخرج، لنصاب باليأس بعد عجزنا عن الحصول على وظيفة، ثم نقنع أنفسنا بأن الأمور ستتغير بعد الزواج فيأتي الطفل الأول والآخر بعده، لنصاب بالإحباط لأننا لا نستطيع النوم بهدوء كما في السابق، فنقنع أنفسنا من جديد أننا سنكون أكثر سعادة بعد أن يكبر الصغار لتأتي مرة أخرى مشاكل المراهقة التي لا تنتهي. وكذا الحال بالنسبة للساعي وراء ترقية أفضل أو بيت أكبر أو سيارة أفخم أو رحلة حول العالم.
فالحقيقة أنه لا يوجد وقت أفضل من العيش بسعادة من الآن..كان يبدو أن سعادتنا على وشك أن نصل إليها حتى ندرك أن حياتنا مليئة بالصعوبات والتحديات الغير متوقعة، ففي كل مرة هناك مشكلة يجب أن تحل، دين يجب سداده، وقت يجب انتظاره لنصل إلى السعادة، لنستوعب في النهاية أن السعادة هي الرحلة.
حياتنا مليئة بالأشياء الجميلة التي لا ندرك روعتها وقيمتها حتى نفقدها، كم من عزيز فقدناه وتمنينا لو قضينا معه وقتا أطول؟ كم من أمور أردنا القيام بها قبل أن نمرض أو نشيخ؟ لن يستغرق الأمر طويلاً لتدرك أنك محظوظ بكل تلك الأشياء الجميلة التي تحيط بك. فكم من الوقت والعمر استغرقنا لمعرفة ذلك؟ إن الحياة أقصر من أن نعيشها بتعاسة، فإذا أردت أن تعيشها بسعادة فمن الأفضل أن تقرر أن تعيشها الآن بكل لحظة فيها........