[center]انتشار هذه الأحياء كانت له علاقة بوضع السكان الاجتماعي.
فحارة العيون مثلا، كانت ابتداء من القرن التاسع عشر ذات طابع شعبي بينما حارة
الجامع الكبير فكانت تعتبر ذات مرتبة اجتماعية أعلى. وحافظت بعض الأحياء الأخرى
على وضعيتها رغم قدمها، كحارة المطامر التي بنيت على مجموعة مما يسمى المطمورات،
كانت تستعمل لإيواء العبيد و الأسرى المسيحيين. من مميزات تطوان القديمة نذكر كذلك
مثال الشبكة المائية تحت الأرض ( شكوندو) لتي كانت تزود عدة منازل بالماء حيث توجد
نافورات لتزيين الأفنية.
أحياء هذه المدينة القديمة محاطة بسور تتخلله أبواب سبعة هي
باب النوادر، باب التوت، باب العقلة، باب السعيدة، باب السفلي، باب الرموز ثم باب
المقابر.
وخارج هذا السور وعلى نمط إسباني كولونيا لي بنيت مدينة تطوان
الجديدة ( شانتي ) وهي كلمة إسبانية تعني توسيع المدينة أو الحي الجديدة الذي كان
ومازال يميز صورة المدينة بعماراته وساحاته كساحة مولاي المهدي وأسواقه كسوق
البلاصا.
من المباني الأثرية و التاريخية التي تزخر بها المدينة نذكر
على سبيل المثال لا الحصر الأماكن التالية:
مسجد الجامع الكبير الذي بناه السلطان مولاي
إسماعيل في القرن الثامن عشر.
زاوية
سيدي علي بن ريسون و زاوية سيدي علي بركة.
مدرسة لوقاش التي كانت مؤسسة علمية جهزت لاستقبال الطلبة من
الخارج، خاصة من النواحي المجاورة وهي رمز للدور العلمي والمعرفي الذي لعبته
المدينة.
قصر الخليفة الذي كان مقر خليفة الملك في عهد الحماية. بني في القرن
السابع عشر و أعيد إصلاحه وترميمه سنة 1948 بحيث مازال يحتفظ بطابعه الأصلي كمثال
على العمارة الأندلسية المغربية.
دار الصنعة أو مدرسة الفنون و الصناعة التقليدية أنشأت بهدف الحفاظ
على مختلف الأوجه الفنية التي ميزت تطوان عبر القرون.
متحف السقالة الإثنوجرافي
حيث يمكن مشاهدة الحياة التطوانية التقليدية وكل ما يميزها من فنون الطبخ و اللباس
التقليدي، المجوهرات، الموسيقى وكذلك الأسلحة التي كانت تستعمل في الحروب.
قصبة جبل درسة.
مدرسة الفنون الجميلة.
المعهد الموسيقي.
المكتبة العامة و المحفوظات التي تعتبر من أكبر وأهم مكتبات المملكة
وهناك عشرات المكتبات الشخصية الفريدة من نوعها.
كلمة أخيرة
بجانب هذه المعطيات
التاريخية هناك عوامل أخرى جعلت من
تطوان محطة اهتمام الدارسين و المستثمرين. فللمدينة موقع استراتيجي على بعد أقل من
10 كم من شاطئ البحر الأبيض المتوسط حيث أقيمت مركبات سياحية على طول شواطئ
المنطقة كالرأس الأسود و كابيلا و
مارينا سمير وريستنجا وشاطئ الأمين و البهية مما يجلب الكثير من السياح من الداخل
والخارج حيث تكتظ المدينة ونواحيها بهذه الأعداد الهائلة من الزوار الشيء الذي
يستوجب تجديد و إعادة هيكلة البنية التحتية للاستفادة من مؤهلات هذه المنطقة بشكل
أفضل وللحفاظ على إرثها الثقافي و الحضاري لأجيال المستقبل